ياهلا
خبر جديد"بلاكبيري الاكثر شعبيه بين طلاب المدارس و الجا
بلاك بيري.. الأكثر شعبية بين طلاب المدارس والجامعات في الخليج
بتاريخ الاثنين
شوال1430 ه
28 سبتمبر 2009م
مقال بجريده الشرق الاوسط
الظاهرة عمت المدن الخليجية.. بينما مستخدموه الحقيقيون لا يحصلون عليه
البلاك بيري.. ظاهرة انتشرت بشكل سريع بين الطلاب في الخليج
دبي: سلمان الدوسري
سواء كنت في الكويت أو الرياض أو أبوظبي أو المنامة أو الدوحة، فإن ظاهرة لافتة ستلفت انتباهك أينما ذهبت في الأماكن العامة، وغير العامة، فالشباب الخليجي استغنى عن الهواتف الجوالة المتعددة واستعاض عنها بنوع واحد فقط، وهو جهاز بلاك بيري.
ولعل الغريب في هذه الظاهرة الحديثة على الخليجيين هو أن استخدام البلاك بيري في معظمه ليس لمستخدميه الحقيقيين، من رجال أعمال أو مسؤولين أو ممن تقتضي أعمالهم ذلك، فأكثرية المستخدمين هم من طلاب المدارس والجامعات، الذين أصبح امتلاك هذا الجهاز بينهم ضرورة أساسية وليس كمالية.
وقبل أقل من عام كانت سوق الهواتف المتنقلة الخليجية كغيرها من أسواق الهواتف في العالم، تحفل بالأجهزة الحديثة المتعددة، حيث يتنافس المستخدمون على شرائها، لكن خلال هذا العام تغيرت المعادلة بصورة سريعة لحساب هاتف واحد أضحى هو الأكثر شعبية بين الشباب الخليجي، ألا وهو جهاز البلاك بيري، وعلى الرغم من أن الشركة المصنعة له أساسا لا تقوم بنشر إعلانات لهذا النوع من الهاتف، فإن تهافت الخليجيين على اقتنائه أضحى أمرا لافتا ومحيرا، حتى بالنسبة لمن ليسوا في حاجة إلى خدماته، وهم الأكثر كما يبدو.
وهواتف البلاك بيري هي أجهزة كفية ذكية، مكرسة لعمليات استقبال وإرسال البريد الإلكتروني مع ميزة الهاتف النقال. الجهاز مصمم أساسا لرجال الأعمال ومَن على شاكلتهم الذين لا يستغنون عن استقبال وإرسال البريد الإلكتروني في أي وقت وزمان، غير أن الظاهرة الخليجية أضفت نوعا من التغيير الجذري لاستخدام البلاك بيري، فتحول بقدرة قادر إلى وسيلة جديدة تنتشر بين مستخدميه لاستغلال إمكانياته الهائلة في الدخول من خلاله إلى غرف الدردشة، أو ما يعرف بالماسنجر، عبر التطبيقات المتاحة في الأجهزة والمتمثلة في تطبيقات الدردشة الفورية (بلاك بيري ماسنجر، ويندوز ماسنجر، ياهو ماسنجر، Gtalk)، بالإضافة إلى القدرة على تصفح المواقع من دون الرقابة الموجودة على الشبكات الأرضية للكومبيوتر، كما تتوفر أيضا ضمن خدمات البلاك بيري مجموعة من التطبيقات الاجتماعية التي تسمح لجميع المشتركين في هذه الخدمة تحديث حساباتهم الخاصة من موقعي Facebook وTwitter.
ولمعرفة حجم الظاهرة البلاك بيرية، إذا صح تسميتها، ما على الزائر لأي مركز تسوق في إحدى العواصم الخليجية، أو في مدنها الكبرى، إلا ملاحظة ماذا يحمل الشباب من الجنسين من هواتف، فالتفاتة سريعة تثبت أن هذه الهواتف انتشرت سريعا وفي كل اتجاه، فلا فرق بين طفل في الخامسة عشرة من عمره، أو فتاة في الثلاثين من العمر، فالجميع يخطو نحو هذه الأجهزة، حتى لو لم تكن هناك حاجة.
سعود الأنصاري رجل أعمال سعودي، أراد الاستفادة من تقنية البلاك بيري في تسيير أعماله التجارية، فتقدم بطلب لشراء الجهاز من إحدى شركات الاتصالات، لكن ظهرت أمامه عقبة الانتظار طويلا، فكما قيل له إن هناك المئات أمامه ينتظرون دورهم في الحصول على الجهاز. الأنصاري تمكن أخيرا من الحصول على الجهاز والخدمة، لكن بعد وقت ليس باليسير.
وإذا كان الأنصاري قد تمكن من الحصول على جهازه، بعد منافسة شرسة من مستخدمين كثر، فإن رانيا البنعلي، التي تعمل مديرة شركة بالبحرين، لا تزال ومنذ أكثر من شهر في انتظار اتصال من شركة الاتصالات التي تتعامل معها في بلادها لكي تتمكن من اقتناء جهاز بلاك بيري، فالطلب كبير والراغبون يتزايدون، أما مستخدموه الحقيقيون فإن أمامهم وقتا للحصول عليه.
بالمقابل، يقول عيسى عبد الله المناعي، وهو طالب قطري في الصف الثالث الثانوي، إنه اشترى أحدث طراز من أجهزة البلاك بيري، «للاستفادة من تقنية الماسنجر، أو المحادثة.. لديّ غروب (مجموعة)، ونحن نتراسل فوريا لدى حدوث أي حدث ما وننقل الأخبار والطرائف بين هذه المجموعة»، ويضيف المناعي: «أعلم أن هذه التقنية صنعت لرجال الأعمال ومن تتطلب أعمالهم ذلك، لكن ما الذي يمنع من استخدامه لنا معشر الشباب؟».
ولكن ما تفسير مثل هذه الظاهرة التي انتشرت سريعا في المجتمع الخليجي؟ عضو مجلس الشورى السعودي السابق والخبير التربوي الدكتور صالح بن جاسم الدوسري يرى أن استخدام التقنية بشكل عام في المجتمع الخليجي «لا يزال يتم بطريقة بعيدة كل البعد عن أهداف هذه التقنية»، مشيرا إلى أن ظاهرة انتشار البلاك بيري في هذه المجتمعات دون الحاجة إليه «يعود إلى عدم وجود ثقافة في المجتمع تسمح للشباب بمعرفة حاجاتهم الحقيقية دون الانتقال للتقليد فقط».
ويعتبر الدكتور الدوسري أن هناك سببا رئيسيا آخر لشيوع ظاهرة البلاك بيري، «فهناك غياب واضح للتوجيه سواء من المنزل أو من المدرسة، لذا فإن الشاب لا يجد أمامه عير الانسياق طوعا أو كراهية لهذه الظواهر الزائفة، دون تمحيص فائدتها من عدمها بالنسبة إليه».
ولعل الدكتور الدوسري يلفت في هذا السياق إلى أن استخدام الهاتف الجوال أصلا «يتم لدينا بطريقة تخالف كل مجتمعات العالم، فالمجتمعات الأخرى تستخدم الهواتف المتنقلة للأمور الهامة والطارئة، أما لدينا فإن قليلا من يستخدمه استخداما حقيقيا».
ولعل اللافت في الأمر هو أن عددا من شركات الاتصالات الخليجية فطنت إلى هذا الهجوم الشرس على اقتناء خدمة البلاك بيري من قبل المستخدمين، فعلى الرغم من أن هذه التقنية أساسا تتم عبر اشتراك شهري، وبعد ذلك تكون كل استخدامات الهاتف مفتوحة ومجانية، فإن هذه الشركات فرضت حدا أعلى للاستخدام، وبعد ذلك يتم احتساب رسوم إضافية.
ووفقا للمعلومات المتاحة فقد بلغ عدد المشتركين في خدمات هاتف البلاك بيري في شركة اتصالات بالإمارات أكثر من 100 ألف مشترك حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري، فيما شهد عدد الاشتراكات زيادة كبيرة خلال شهر مايو (أيار) الماضي فقط بنحو 11 ألف خط تم تسويقها فعلا. ويعترف خليفة الشامسي نائب الرئيس التنفيذي في شركة الاتصالات الإماراتية بأن الإقبال الكبير على هواتف وخدمات بلاك بيري ساهم في توسع هذه السوق في الإمارات «بصورة فاقت أفريقيا والشوق الأوسط وحتى تركيا التي فيها عدد كبير من السكان ومشغلي الخدمات».
والبلاك بيري عبارة عن جهاز شبيه بالهاتف المتحرك يمكن من خلاله الاتصال الصوتي كأي هاتف متحرك آخر، والاتصال بالإنترنت الخلوي عن طريق GPRS EDGE وهو الأسرع، وذلك على مدار الساعة، واستقبال البريد الإلكتروني. ويحتوي على منظم الأعمال والمواعيد، ويرتبط بالبريد الإلكتروني الخاص بالعمل، مما يسهل على رجال الأعمال والموظفين البعيدين عن المكتب إرسال واستقبال الرسائل عبر البريد الإلكتروني، ويساعدهم على المحافظة على سير الأعمال وإدارتها في حالة التنقل من مكان إلى آخر.
ظاهرة التهافت على أجهزة البلاك بيري لم تقتصر على هذا الحد فحسب، بل تعدتها إلى ظاهرة جديدة ربما على مستوى العالم، فقد ابتكر الخليجيون طريقة جديدة للتميز من خلال اقتناء أرقام مميزة للجهاز ذاته، وليس لرقم الهاتف، باعتبار أن أي جهاز يصنع له رقم (كود)، وعبر هذا الرقم يمكن للمستخدم أن يضيف أصدقاءه في خدمة البلاك ماسنجر (BB)، وهنا يسعى البعض من المستخدمين لتسهيل عملية التواصل مع الأصدقاء، وقد ارتفعت أسعار هذه الأجهزة، ذات الأرقام المميزة، بصورة لافتة حتى بلغت في بعض الأحيان 13 ألف دولار أميركي، علما بأن هذا الرقم سيصبح بلا قيمة بمجرد تلف الجهاز أو شراء جهاز جديد آخر.
حتى الآن لا يبدو أن هذه الظاهرة في طريقها للزوال من بين أيدي الشباب الخليجي، بل إنها في ازدياد يوما بعد الآخر، ولم يعرف على الخليجيين منذ بدء استخدام الهواتف النقالة أن سيطر هاتف من نوع واحد على رغباتهم كما يفعل البلاك بيري حاليا، ولا يعرف ما إذا كانت هذه الظاهرة ستكون مثل غيرها وتتلاشى سريعا، أم أنها ستصمد لفترة أطول بين مستخدميه، لكن في كل الأحوال فإن أكثر المستفيدين هم شركات الاتصالات، باعتبار أنه في كل دول العالم تستخدم هذه التقنية من قبل الشركات على نطاق واسع، وعلى الأفراد في نطاق ضيق، ما عدا في دول الخليج، حيث إن المعادلة مقلوبة، فالمشتركون الأكثر هم الأفراد وليسوا الشركات.
جريده الشرق الاوسط
خبر جديد"بلاكبيري الاكثر شعبيه بين طلاب المدارس و الجا
بلاك بيري.. الأكثر شعبية بين طلاب المدارس والجامعات في الخليج
بتاريخ الاثنين
شوال1430 ه
28 سبتمبر 2009م
مقال بجريده الشرق الاوسط
الظاهرة عمت المدن الخليجية.. بينما مستخدموه الحقيقيون لا يحصلون عليه
البلاك بيري.. ظاهرة انتشرت بشكل سريع بين الطلاب في الخليج
دبي: سلمان الدوسري
سواء كنت في الكويت أو الرياض أو أبوظبي أو المنامة أو الدوحة، فإن ظاهرة لافتة ستلفت انتباهك أينما ذهبت في الأماكن العامة، وغير العامة، فالشباب الخليجي استغنى عن الهواتف الجوالة المتعددة واستعاض عنها بنوع واحد فقط، وهو جهاز بلاك بيري.
ولعل الغريب في هذه الظاهرة الحديثة على الخليجيين هو أن استخدام البلاك بيري في معظمه ليس لمستخدميه الحقيقيين، من رجال أعمال أو مسؤولين أو ممن تقتضي أعمالهم ذلك، فأكثرية المستخدمين هم من طلاب المدارس والجامعات، الذين أصبح امتلاك هذا الجهاز بينهم ضرورة أساسية وليس كمالية.
وقبل أقل من عام كانت سوق الهواتف المتنقلة الخليجية كغيرها من أسواق الهواتف في العالم، تحفل بالأجهزة الحديثة المتعددة، حيث يتنافس المستخدمون على شرائها، لكن خلال هذا العام تغيرت المعادلة بصورة سريعة لحساب هاتف واحد أضحى هو الأكثر شعبية بين الشباب الخليجي، ألا وهو جهاز البلاك بيري، وعلى الرغم من أن الشركة المصنعة له أساسا لا تقوم بنشر إعلانات لهذا النوع من الهاتف، فإن تهافت الخليجيين على اقتنائه أضحى أمرا لافتا ومحيرا، حتى بالنسبة لمن ليسوا في حاجة إلى خدماته، وهم الأكثر كما يبدو.
وهواتف البلاك بيري هي أجهزة كفية ذكية، مكرسة لعمليات استقبال وإرسال البريد الإلكتروني مع ميزة الهاتف النقال. الجهاز مصمم أساسا لرجال الأعمال ومَن على شاكلتهم الذين لا يستغنون عن استقبال وإرسال البريد الإلكتروني في أي وقت وزمان، غير أن الظاهرة الخليجية أضفت نوعا من التغيير الجذري لاستخدام البلاك بيري، فتحول بقدرة قادر إلى وسيلة جديدة تنتشر بين مستخدميه لاستغلال إمكانياته الهائلة في الدخول من خلاله إلى غرف الدردشة، أو ما يعرف بالماسنجر، عبر التطبيقات المتاحة في الأجهزة والمتمثلة في تطبيقات الدردشة الفورية (بلاك بيري ماسنجر، ويندوز ماسنجر، ياهو ماسنجر، Gtalk)، بالإضافة إلى القدرة على تصفح المواقع من دون الرقابة الموجودة على الشبكات الأرضية للكومبيوتر، كما تتوفر أيضا ضمن خدمات البلاك بيري مجموعة من التطبيقات الاجتماعية التي تسمح لجميع المشتركين في هذه الخدمة تحديث حساباتهم الخاصة من موقعي Facebook وTwitter.
ولمعرفة حجم الظاهرة البلاك بيرية، إذا صح تسميتها، ما على الزائر لأي مركز تسوق في إحدى العواصم الخليجية، أو في مدنها الكبرى، إلا ملاحظة ماذا يحمل الشباب من الجنسين من هواتف، فالتفاتة سريعة تثبت أن هذه الهواتف انتشرت سريعا وفي كل اتجاه، فلا فرق بين طفل في الخامسة عشرة من عمره، أو فتاة في الثلاثين من العمر، فالجميع يخطو نحو هذه الأجهزة، حتى لو لم تكن هناك حاجة.
سعود الأنصاري رجل أعمال سعودي، أراد الاستفادة من تقنية البلاك بيري في تسيير أعماله التجارية، فتقدم بطلب لشراء الجهاز من إحدى شركات الاتصالات، لكن ظهرت أمامه عقبة الانتظار طويلا، فكما قيل له إن هناك المئات أمامه ينتظرون دورهم في الحصول على الجهاز. الأنصاري تمكن أخيرا من الحصول على الجهاز والخدمة، لكن بعد وقت ليس باليسير.
وإذا كان الأنصاري قد تمكن من الحصول على جهازه، بعد منافسة شرسة من مستخدمين كثر، فإن رانيا البنعلي، التي تعمل مديرة شركة بالبحرين، لا تزال ومنذ أكثر من شهر في انتظار اتصال من شركة الاتصالات التي تتعامل معها في بلادها لكي تتمكن من اقتناء جهاز بلاك بيري، فالطلب كبير والراغبون يتزايدون، أما مستخدموه الحقيقيون فإن أمامهم وقتا للحصول عليه.
بالمقابل، يقول عيسى عبد الله المناعي، وهو طالب قطري في الصف الثالث الثانوي، إنه اشترى أحدث طراز من أجهزة البلاك بيري، «للاستفادة من تقنية الماسنجر، أو المحادثة.. لديّ غروب (مجموعة)، ونحن نتراسل فوريا لدى حدوث أي حدث ما وننقل الأخبار والطرائف بين هذه المجموعة»، ويضيف المناعي: «أعلم أن هذه التقنية صنعت لرجال الأعمال ومن تتطلب أعمالهم ذلك، لكن ما الذي يمنع من استخدامه لنا معشر الشباب؟».
ولكن ما تفسير مثل هذه الظاهرة التي انتشرت سريعا في المجتمع الخليجي؟ عضو مجلس الشورى السعودي السابق والخبير التربوي الدكتور صالح بن جاسم الدوسري يرى أن استخدام التقنية بشكل عام في المجتمع الخليجي «لا يزال يتم بطريقة بعيدة كل البعد عن أهداف هذه التقنية»، مشيرا إلى أن ظاهرة انتشار البلاك بيري في هذه المجتمعات دون الحاجة إليه «يعود إلى عدم وجود ثقافة في المجتمع تسمح للشباب بمعرفة حاجاتهم الحقيقية دون الانتقال للتقليد فقط».
ويعتبر الدكتور الدوسري أن هناك سببا رئيسيا آخر لشيوع ظاهرة البلاك بيري، «فهناك غياب واضح للتوجيه سواء من المنزل أو من المدرسة، لذا فإن الشاب لا يجد أمامه عير الانسياق طوعا أو كراهية لهذه الظواهر الزائفة، دون تمحيص فائدتها من عدمها بالنسبة إليه».
ولعل الدكتور الدوسري يلفت في هذا السياق إلى أن استخدام الهاتف الجوال أصلا «يتم لدينا بطريقة تخالف كل مجتمعات العالم، فالمجتمعات الأخرى تستخدم الهواتف المتنقلة للأمور الهامة والطارئة، أما لدينا فإن قليلا من يستخدمه استخداما حقيقيا».
ولعل اللافت في الأمر هو أن عددا من شركات الاتصالات الخليجية فطنت إلى هذا الهجوم الشرس على اقتناء خدمة البلاك بيري من قبل المستخدمين، فعلى الرغم من أن هذه التقنية أساسا تتم عبر اشتراك شهري، وبعد ذلك تكون كل استخدامات الهاتف مفتوحة ومجانية، فإن هذه الشركات فرضت حدا أعلى للاستخدام، وبعد ذلك يتم احتساب رسوم إضافية.
ووفقا للمعلومات المتاحة فقد بلغ عدد المشتركين في خدمات هاتف البلاك بيري في شركة اتصالات بالإمارات أكثر من 100 ألف مشترك حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري، فيما شهد عدد الاشتراكات زيادة كبيرة خلال شهر مايو (أيار) الماضي فقط بنحو 11 ألف خط تم تسويقها فعلا. ويعترف خليفة الشامسي نائب الرئيس التنفيذي في شركة الاتصالات الإماراتية بأن الإقبال الكبير على هواتف وخدمات بلاك بيري ساهم في توسع هذه السوق في الإمارات «بصورة فاقت أفريقيا والشوق الأوسط وحتى تركيا التي فيها عدد كبير من السكان ومشغلي الخدمات».
والبلاك بيري عبارة عن جهاز شبيه بالهاتف المتحرك يمكن من خلاله الاتصال الصوتي كأي هاتف متحرك آخر، والاتصال بالإنترنت الخلوي عن طريق GPRS EDGE وهو الأسرع، وذلك على مدار الساعة، واستقبال البريد الإلكتروني. ويحتوي على منظم الأعمال والمواعيد، ويرتبط بالبريد الإلكتروني الخاص بالعمل، مما يسهل على رجال الأعمال والموظفين البعيدين عن المكتب إرسال واستقبال الرسائل عبر البريد الإلكتروني، ويساعدهم على المحافظة على سير الأعمال وإدارتها في حالة التنقل من مكان إلى آخر.
ظاهرة التهافت على أجهزة البلاك بيري لم تقتصر على هذا الحد فحسب، بل تعدتها إلى ظاهرة جديدة ربما على مستوى العالم، فقد ابتكر الخليجيون طريقة جديدة للتميز من خلال اقتناء أرقام مميزة للجهاز ذاته، وليس لرقم الهاتف، باعتبار أن أي جهاز يصنع له رقم (كود)، وعبر هذا الرقم يمكن للمستخدم أن يضيف أصدقاءه في خدمة البلاك ماسنجر (BB)، وهنا يسعى البعض من المستخدمين لتسهيل عملية التواصل مع الأصدقاء، وقد ارتفعت أسعار هذه الأجهزة، ذات الأرقام المميزة، بصورة لافتة حتى بلغت في بعض الأحيان 13 ألف دولار أميركي، علما بأن هذا الرقم سيصبح بلا قيمة بمجرد تلف الجهاز أو شراء جهاز جديد آخر.
حتى الآن لا يبدو أن هذه الظاهرة في طريقها للزوال من بين أيدي الشباب الخليجي، بل إنها في ازدياد يوما بعد الآخر، ولم يعرف على الخليجيين منذ بدء استخدام الهواتف النقالة أن سيطر هاتف من نوع واحد على رغباتهم كما يفعل البلاك بيري حاليا، ولا يعرف ما إذا كانت هذه الظاهرة ستكون مثل غيرها وتتلاشى سريعا، أم أنها ستصمد لفترة أطول بين مستخدميه، لكن في كل الأحوال فإن أكثر المستفيدين هم شركات الاتصالات، باعتبار أنه في كل دول العالم تستخدم هذه التقنية من قبل الشركات على نطاق واسع، وعلى الأفراد في نطاق ضيق، ما عدا في دول الخليج، حيث إن المعادلة مقلوبة، فالمشتركون الأكثر هم الأفراد وليسوا الشركات.
جريده الشرق الاوسط